قام المجلس الثقافي البريطاني في الأردن ومتطوعي الأمم المتحدة بتفويض INTRAC بإجراء المشروع البحثي "تمكين التطوع الشبابي لمستقبل أفضل في الأردن". كان ذلك المشروع جزءاً من مبادرة إقليمية أوسع لمتطوعي الأمم المتحدة تهدف لتسخير طاقات وقدرات الشباب العربي من خلال التطوع، وتصميم القيم الجوهرية الكامنة للمساعدة الذاتية والتكافل والترابط الاجتماعي.
تم هذا المشروع بين كانون الثاني وآذار 2015. تكونت الخطوة الأولى من دراسة بحثية شملت 3 مقابلات مع مجموعات تركيز، ومقابلات مع المساهمين الأفراد واستطلاع بين الشباب المتطوعين مع 130 مشارك. تبع ذلك حدث تفعيل حضره أكثر من 60 موفد للتحقق وتأكيد النتائج والتوصيات التي تم الحصول عليها من الدراسة البحثية. وأخيراً؛ تم تنظيم مناظرة حول مميزات مأسسة التطوع الشبابي في الأردن. لقد كان المتطوعين الشباب أفراداً في الفريق المؤيد والفريق المعارض حيث فاز فريق الموافقة في المناظرة.
ذكرت د. هيا الدجاني، محاضِرة في جامعة "إيست أنجليا": "إن الشباب البالغين بعمر يتراوح بين 18 – 30 سنة يشكلون حوالي 35% من السكان في الأردن. ضمن هذه المجموعة العمرية؛ من المروّع أن نعلم أن أقل من 30% من الرجال وحوالي 11% من النساء منهم من الموظفين. لتحسين تلك النسب، قامت العديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية في الأردن بترتيب أولويات الحاجة لتحسين مهارات الشباب الوظيفية، بالإضافة إلى الحاجة لتجديد خبرة التعليم العالي. إن هذه الإجراءات مخصصة لضمان إعداد الخريجين بشكل أفضل للمنافسة في فرص العمل في الأردن والخارج. ولكن ماذا عن التطوع؟ ما هي الفرص المفتوحة أمام الشباب الأردني؟ وكيف يمكن لتلك الفرص أن تساهم في تعزيز قدرتهم التوظيفية وزيادة المشاركة المدنية؟ كيف يمكن للتطوع الشبابي أن يؤدي إلى مستقبل أفضل في الأردن؟
إن التطوع الشبابي لم يتم البحث عنه جيداً ولم يتم تعريفه في الأردن. يوافق العديد على أن مصطلح "التطوع الشبابي" يستخدم على نحو غير محدد حيث يمكن تطبيقه على أي نشاط شبابي بغض النظر عن الأهداف والأغراض والعمليات أو المخرجات.
كان هناك إجماع عام بين المشاركين على أن مبادرات التطوع الشبابي المختلفة والمنظمات العاملة مع المتطوعين الشباب تحتاج لأن يتم تمويلها وربطها بشكل أفضل. في الوقت الحاضر، فإن عدم الارتباط يعدّ أمراً هاماً حيث يؤدي إلى ازدواجية العمل والأنشطة وازدحام مبادرات التطوع في أوقات معينة من السنة، وتشويش التطوع الشبابي والملل بين المنظمات التمويلية وإيجاد بيئة صعبة بشكل عام لا يحقق فيها التطوع الشبابي إلى قدراته الكاملة.
فيما يتعلق بإمكانية التطوع للمساهمة في تعزيز العمالة، فقد تم تقديم مزيج من ردود الفعل والخبرات. ضمن القطاع غير الربحي، ركز أصحاب العمل على خبرة التطوع كمتطلب سابق للتوظيف وتوقعوا أن يروا ذلك في السيرة الذاتية للمتقدمين للوظيفة. ومع ذلك الأغلبية أجمعوا عن عدم تقدير خبرة التطوع لدى بعض أصحاب العمل المحتملين أو المرتقبين للمنظمات غير الربحية، مما يقود الشباب إلى إزالة جزئية التطوع من سيرتهم الذاتية.
أكّد جميع المشاركين في هذه الدراسة على المساءلة والثقة والنضج والفخر والمسؤولية والموثوقية التي تنتج من التطوع. ذكر المتطوعون الشباب عن "إحساس جديد بالكفاءة والإنجاز" اكتسبوه من خلال التطوع. ضمن بيئة تمكين التطوع؛ فإن الأساس في تفعيل بيئة التطوع هو ضمان تأثير نتائج هو ضمان جميع أنشطة الشباب التطوعية والمبادرات والبرامج الأثر على مشاركة الشباب ودعم الشباب في تطبيق تلك الإنجازات على مناحٍ أخرى في حياتهم مثل المشاركة المدنية والعمل والعائلة والمشاركة المجتمعية.
مع العلم بالفوائد الواضحة ؛ فإن هذا يطرح سؤال ما إذا كان التطوع يجب أن يصبح إلزامياً حتى يستفيد منه جميع الشباب. بينما تم اعتبار مصطلح "التطوع الإلزامي" من قبل معظم المشاركين في البحث بأنه تعارض متنافي، فقد شعر الآخرون بأن المشاركة الإلزامية في التطوع ضرورية حيث أنها تمكّن من الحصول على خبرة يمكن أن يتم تحقيقها أو استكشافها من قبل الشباب في حال كانت المشاركة تطوعية. إن المشاركة الإلزامية يمكن أن توجد معرفة مبدئية باتخاذ القرار بشأن الأنشطة التطوعية الإضافية. بالمقابل فقد ادّعى بعض المشاركون أنه أثناء المشاركة الإلزامية، يتحول بعض الشباب إلى نماذج متطوعين.
يمكن أن تلعب الجامعات دوراً في تلك المبادرات كونها مكاناً مثالياً للشباب للمشاركة في البرامج التطوعية اللامنهجية التي تكمّل منهجهم الجوهري بالإضافة إلى مهاراتهم الاحترافية."