شراكة بين المجلس الثقافي البريطاني في الأردن ومركز هيا الثقافي (HCC)
مايك ف. ديرديريان
خلّفت عتبات النافذة مع الألواح الخشبية والإطارات المتفرقة بنية معقدة. لقد كانت تشبه رسمةً مأخوذة من صفحات كتاب للأطفال. كانت الأنابيب الفضية تملأ المكان في الأعلى والأسفل. ويمكن للشخص أيضاً أن يرى ستائر بيضاء منسدلةً على الإطارات الخشبية. هناك امرأة تمسك مسدس غراء وتقوم بتمعّن بتركيب ما سيصبح فيما بعد مجسماً للعب في مركز هيا الثقافي (HCC).
تم وضع الاختراع المعماري على المنصة حيث أعطي الصحفيون الفرصة لاستراق النظر للمنتج.
قبل دقائق قامت كل من ديالا خمرا، وهي المديرة التنفيذية لمركز هيا الثقافي، ومي أبو حمدية، نائب المدير في المجلس الثقافي البريطاني، الأردن، بتوقيع أوراق الشراكة الاستراتيجية التي ستساعد في بناء قدرات مركز هيا الثقافي في مجال مسرح الأطفال.
ستعمل الشراكة لثلاث سنوات على ربط المركز الثقافي المبجّل عبر المجلس الثقافي البريطاني، مع شركات مسارح أطفال معروفة من المملكة المتحدة.
يعدّ مركز هيا الثقافي أول مركز للأطفال في الأردن. أنشئ في السبعينيات من قبل جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال وسمّي من بعد سمو الأميرة هيا بنت الحسين. بعد سنوات من إغلاق المركز، فتح أبوابه بعد التجديد وإعادة البناء بدعم من سمو الأميرة هيا بنت الحسين.
برئاسة ديالا خمرا، والمجلس التنفيذي، يلتزم مركز هيا الثقافي اليوم بإنشاء قسم مسرحي احترافي يقدم أعمالاً مسرحية مميزة للأطفال في الأردن والمنطقة.
قالت ديالا خمرا قبل التوقيع: "بالرغم من أن المركز لم يكن ذو نشاطات خلال فترة التجديد وإعادة البناء؛ إلا أن هذا لا يعني أن فنانونا لم يكن لديهم أنشطة أيضاً. من خلال الشراكة مع الشركات المسرحية من المملكة المتحدة، وبخبرتنا الخاصة، سنتمكن من زيادة جودة عملنا المسرحي".
وفقاً لما قالته خمرا، التي شكرت المجلس الثقافي البريطاني، فإن مركز هيا الثقافي يعدّ مساحةً مفتوحة تهدف لتشجيع الحركة الفنية والمسرحية في المملكة.
"أتمنى إعادة كل ما قالته ديالا خمرا بشأن فخرنا بهذه الشراكة. إنه لمن المهم بالنسبة للمجلس الثقافي البريطاني إيجاد شركاء بنفس طريقة التفكير، ممن يشاركوننا نفس الرؤية. إن رؤيتنا الأساسية هي دعم المجتمعات المفتوحة والشاملة" قالت مي أو حمدية، نائب المدير في المجلس الثقافي البريطاني. وأضافت: "وإن الفن يعدّ وسيلة التواصل للقيام بذلك."
إن اختيار الدمى ومسرح الدمى يعدّ بالنسبة لأبو حمدية أمراً يساعد في تفوق الأجيال.
"أرني شخصاً لا يحب عروض الدمى!" تساءلت أبو حمدية، قائلةً: "ستمر المملكة المتحدة بنفس ما تمر به الأردن والبلدان الأخرى، وهو "كيف سنشارك الجماهير؟ كيف يمكننا ربط الأشخاص ببعضهم البعض ومشاركة الفروقات؟" وهذا ما يتلخص به التبادل الثقافي".
في أوائل عام 2014، تواصل مركز هيا الثقافي مع المجلس الثقافي البريطاني في الأردن لاستخدام اتصالاته مع المسارح البريطانية وتسهيل برنامج بناء القدرات الخاص به.
في الوقت نفسه، بدأ المجلس الثقافي البريطاني تمرين تقييم في عام 2014، بإحضار خبير بريطاني متمرس لتقييم المركز في التخطيط لما يحتاجه واستكشاف فرص التعاون مع المملكة المتحدة، بتركيز خاص على مسرح الأطفال.
"إننا لا نتواصل مع المملكة المتحدة للحصول على الخبرة فقط، بل سيأتون إلى هنا أيضاً لرؤية الثقافة القيّمة والإرث المحفوظ من قبل مركز هيا الثقافي"، أضافت أبو حمدية، مع توضيح جانب التبادل الثقافي والفني للاتفاقية الموقعة.
بالمقابل، سافرت خمرا إلى المملكة المتحدة لتحدد التعاون المحتمل بين المركز ومسارح الأطفال من انجلترا واسكتلندا.
أدى جميع ما ذكر أعلاه إلى اللحظة التي تم فيها توقيع اتفاقية التعاون لثلاث سنوات في 21 كانون الثاني 2016.
"نحن فخورون بتوقيع هذه الاتفاقية مع مركز هيا الثقافي، وهي الأولى من نوعها للمجلس الثقافي البريطاني في الأردن في مجال مسرح الأطفال" قالت آلاء قطام، مديرة المشاريع الفنية في المجلس الثقافي البريطاني.
أضافت قطام أن الشراكة ستسمح بنقل الخبرة من شركات المجلس الثقافي البريطاني المسرحية إلى الأردن، والذي سيؤدي إلى المساعدة في تقديم مسرح أطفال عالي الجودة.
تمت الموافقة على مشروعين حتى الآن مع شركتين مسرحيتين للأطفال. الأول مع مسرح يونيكورن في لندن والتي قام مديرها الفني بزيارة المركز في الأردن خلال صيف 2015. حيث كان الغرض من الزيارة؛ تسهيل تقديم الأداء خلال احتفال الذكرى السنوية للمركز.
أما الثاني فهو مع شركة فيجين ميكانيكس في ادنبره، والمعروفة بأعمالها وخبرتها الضخمة مع الدمى، والتي تم عقد اتفاقية معها لسنتين لتقديم الدعم التقني. وسيقوم كل من المركز مع شركة فيجين ميكانيكس بتقديم عرض مشترك للدمى في عام 2017.