"أنا أجرؤ الآن على فعل الأشياء"

سرى، 22 سنة، مشاركة في ورشة حكايا

اجتمع أربعة عشر شاب وشابة من عمان والكرك والعقبة والسلط وغور المزرعة ليكونوا جزءاً من إقامة ورشة عمل حكايا التي حدثت في محافظة عجلون، وهي مدينة جبلية تقع في شمال الأردن، بين 11 و 16 من حزيران من عام 2015. جاءت الإقامة كجزء من مشروع المجلس الثقافي البريطاني حكايا لرواية القصص والذي تم تنفيذه بالمشاركة مع مسرح البلد ومهرجان حكايا. من خلال هذا المشروع؛ قمنا بتشجيع الشباب بين 20 و30 سنة على إخبار القصص بصوتهم مما يرغبون بمشاركته بشكل فني وتعبيري وتقديمه للجماهير المتنوعة. لقد هدفنا لإعطاء الشباب فرصة ومنصة يمكنهم فيها التعبير عن أنفسهم وإيصال صوتهم لجميع أجزاء المملكة.

كان هدف الورشة مساعدة المشاركين في إيجاد صوتهم وطريقتهم، والنظر في كيفية إيجاد ودمج القصص والمصادر في الأداء والعمل مع لغة الجسد والصوت لتحسين تقديمهم وتعلم كيفية جذب انتباه الجماهير ومشاركتهم. شملت ورشة العمل جلسات وأنشطة متسلسلة حيث طلب من المشاركين إحضار قطعة قماش معهم واستخدامها كشيء يمكنهم من خلاله تابعة حكاية تمثل لحظة مميزة في حياتهم.

تم تحفيز المشاركين أيضاً لبناء ثقتهم بأنفسهم وتم إعطاؤهم الفرصة لمشاركة أنواع مختلفة من القصص والتجارب يمكن للأشخاص من جميع الأنواع في المجتمع ربطها والاستفادة منها. لقد ساعدهم ذلك في التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم بانفتاح مع الآخرين، دون قيود او حدود من أي نوع. "لقد تطورت في مجال إخبار القصص من خلال ورشة العمل حيث تمكنت من التعبير عن نفسي بشكل أفضل"، هذا ما قله أحد المشاركين.

طلب من جميع أفراد المجموعة تأليف قصص، ومن ثم استعراضها وإعادة بنائها، واستخدام لغة الجسد والنبرات الصوتية المختلفة وتعابير الوجه بالإضافة إلى تحسين أدائهم المسرحي والتأدية أمام جمهور. لقد كان هذا صعباً بشكل خاص لبعض المشاركين، حيث أن الأداء على المنصة أمام جمهور كانوا يقومون به لأول مرة وكانت تجربة فريدة بالنسبة لهم لم يمروا بها من قبل. قال حسام عمران، مشارك في الورشة: "لقد كان لدي رهبة دائمة من المنصة ولكن المتدربين في الورشة دعموني وجعلوني أشعر بالراحة تماماً لاستكشاف قدراتي. لقد ساعدوني أيضاً في إيجاد منهجية أفضل للربط مع القصص وبالتالي الأداء أمامهم بطريقة أفضل. إنني شاكر لهذه التجربة بالفعل."

في آخر يوم من ورشة عمل الإقامة، قدم المشاركون أداءً في مركز التطوير المجتمعي في مخيم غزة في جرش لأكثر من 80 طفل. كان يستمع كل طفل منهم باهتمام للقصص وكانوا يرددون الأغاني التي كانوا يسمعونها. كان الأطفال أيضاً يطرحون أسئلةً ويتابعون مع رواة القصص بشغف. لقد قدمت هذه التجربة بشكل استثنائي للمشاركين الثقة المطلوبة في رواية القصص. لقد كان من الجميل رؤية ثقة 14 مشارك وقدرتهم على الصعود هناك والتقديم لجمهور الأطفال الصغار وهو أصعب نوع من الجماهير يمكن أن تؤدي أمامه! 

لمتكن تلك الإقامة نهاية الرحلة، بل بدايتها. سيعمل أولئك الشباب في الأشهر الثلاثة القادمة وسيبدؤون بتطوير قصصهم الخاصة. سيحصلون على فرصة تقديم قصصهم مع رواة القصص البريطانيين كجزء من مهرجان حكايا لرواية القصص ذو الإقبال الشديد في أيلول 2015. ليس هذا فقط؛ بل عرفنا أيضاً أن بعضاً من أولئك الشباب قد بدؤوا فعلاً مشاركة فرح رواية القصص مع الأطفال في مخيم الزعتري كجزء من أنشطة مسرح البلد الممتدة.